شرح قصيدة لا تشكو للناس جرحا أنت صاحبه
قصيدة لا تشكو للناس جرحاً أنت صاحبه هي واحدة من القصائد الشهيرة التي كتبها
الشاعر العربي الكبير الشاعركريم العرقي. تعتبر هذه القصيدة من أبرز الأعمال
الشعرية في الأدب العربي الحديث، حيث تجسد مضموناً عميقاً يتناول مفهوم الصمت
والتحلي بالقوة والصبر في مواجهة الصعوبات والآلام.
قصيدة لا تشكو للناس جرحا أنت صاحبه
قصيدة قصة بيت الشعر الذي نجهل صاحبه
لَمْلِمْ جُـروحَكَ واجْبُرها بِلا شَكوى
واصْبِر على مَضَضِ الأيامِ والبَلوى.
واشْرَبْ كُؤوسَ الأسى واجْرَعْ مَرارَتَها
إنَّ المَـــــــرارةَ فِيـــْها لـِذَّةُ الْحَـلْوى.
لاتَشْكُ لِلناسِ آلآمُاً بك اتقدث
وحَاذرِ النفسَ مَهمَا كانَتِ القُصْوَى.
فأنْتَ مـَن تَكْتَوي باِلنارِ مُـحتَرِقٌ
ومـَنْ سَتَشكُ له ُبِالنارِ لايُكْـوَى.
إذا شَكَوتَ لِمَنْ في الناسِ تُسْعِدُهُ
شَكْـوَاكَ.أسْبَغْتَـه ُ بِالمَنِّ والسَّلوَى.
وإنْ شَكَوْتَ لِمَنْ طابَتْ مَعِيـْشَتُهُ
ألْفَيـْتَه ُصَنَماً لايَسمـع الشكْوَى.
فَحَسْبُكَ اللهُ أنْ تَخلو الدُّجَى مَعَهُ
فَـرْداً وتَفْضي ماشئِتَ مِـنْ نَجــْوى
إنَّ الشُّكاءَ لِغَـيْرِ الله مَنـدَمَـــةٌ
وذِ لَّةُ النفْسِ مِن بعدِ الشُّكى بَلوى.
وليسَ في الناسِ مَنْ يمضي بِلاسَقَمٍ
َفالداءُ إنْ لمْ تَكُنْ تهْوى لَهُ يــَهْوى.
اِرْشَفْ دُمــوعَكَ طِبًًّّا تَستَطِبُّ بِهِ
وضَمِّدِ الجُرْحَ واسَتَنْشِق بِها النَشوى.
كَمْ كُنْتُ أهدي لِمَن أحْبَبْتُهُ ثِقَتَي
فَخَابَ ظَنِّي وكانَتْ صُحْبَتي غروى.
فأجْبَرَتني حَـياتي أنْ أُطـَلقـهُ
عُمْري فطـَلَّقْتُهُ الدُّنيا بِلا فَتْوَى.
أودعت سري غرابيلاُ تسف به
وسرهم لم يزل قلبي له مثوى.
وما فائي وإخلاصي ومكرمتي
إلاطباع لها من فطرتي جدوي.
كم من صَديقٍ جَعَلْتُ القلب َمَنزِلَهُ
فداسَ حُرْمَتَـهُ وارْتـَدَّ واسْتَقوى.
لملم جروحك واجبرها بلا شكوى لا يؤلم الجرح الا من به الم
لَكِنَّ قَلْبي عَنيـــْدٌ لايُــزَعْـزِعُهُ
مِـنْ نَسْلِ آدَمِ رِعْـديـدٌ ومِنْ حَوَّى.
وكُلُّ مَـن زَلَّ واشْتَدَّتْ صَـلابَتُهُ
يـَوماً عَليّ َيَراني حَوْلَهُ ألأقْـوَى.
لا الذُلُ يُضْعِفُنِي بَينَ الوجوهِ ولا
مقاعِدُ الذُّلِ في نَفسي لها مــأوَى.
لا الهَمُّ يُثْقِلُني مَـهما عَباءَتـُهُ
جارَتْ ولا النفسُ مِن آلامِها تُشْوَى.
نَفْسي التي لايُصَالي نارَها أحَدٌ
أمْسَتْ مُكـافِحَـــةً لِلشَّرِ والْعَـدْوَى.
إذا تَثـَقَّبَ فيها الجُــرْح ُتحــْرِقُهُ
حتى يَصير غُثاءً في دَمِي أحْوَى.
كُنْ عَبْقَرِيًًّّا وكُنْ طـُوداً إذا نَزَلَتْ
فِيكَ البلايا تَرَدَّتْ مِـنْكَ بِالمَهْوَى.
وابْعَثْ أمامــَكَ عَـزْمَ الفَألِ مِـن ْعَدَمٍ
واخْلَعْ بِدَرْبِكَ ثَوْبَ اليَائِسِ الأجْوَى.
واشْمَخْ بِعِـزِّكَ قَدْراً وامْتَطِ شَـرَفاً
واجْعَلْ لِبَاسَكَ تَقْوَى اللهِ كَي تَقْوَى.
إقرأ ايضاً
قصيدة مأساة من الوقع نصف من قصيدة
بقلَم /محــمد الفَقيــــه / بِتأريخ 16/يناير /2021 إضعط تحت لمشاهدة الشاعركريم
العرقي.
لا تشكوللناس جرحا أنت صاحبه كريم العراقي
يْتٌ مِنَ الشِّعْرِ أَذْهَلَنِي بِرَوْعَتِهِ
تَوسَّدَ الْقَلْبَ مُذَ أَنْ خَطَّهُ الْقَلَمُ
أَضْحَى شِعَارِي وَحَفَّزَنِي لِأُكْرِمَهُ
عَشْرِينَ بَيْتًا لَهَا مِنْ مِثْلِهِ حِكَمُ.
لا تشْكُ لِلنَّاسِ جُرْحًا أَنْتَ صَاحِبُهُ
لا يُؤْلِمُ الْجُرْحُ إِلَّا مَنْ بِهِ أَلَمُ
شَكْوَاكَ لِلنَّاسِ يا ابْنَ النَّاسِ مَنْقُصَةٌ
وَمَنْ مِنَ النَّاسِ صَاحٍ مَا بِهِ سَقَمُ.
فالهم كالسَّيْلِ وَالْأَحْزَانُ زَاخِرَةٌ
حُمْرُ الدَّلاَئِلِ مَهْمَا أَهْلُهَا كَتَمُوا
فَإِنْ شَكَوْتَ لِمَنْ طَابَ الزَّمَانُ لَهُ
عَيْنَاكَ تَغْلِي وَمَنْ تَشْكُو لَهُ صَنَمُ.
وَإِنْ شَكَوْتَ لِمَنْ شَكْوَاكَ تُسْعِدُهُ
أَضَفْتَ جُرْحًا لِجُرْحِكَ اِسْمُهُ النّدَمُ
هَلِ الْمُوَاسَاةُ يَوْمًا حرَّرتْ وَطَنا
أَمْ التَّعَزِي بَدِيلٌ إِنْ هَوَى الْعَلَمُ.
مَنْ يُنْدِبُ الْحَظَّ يُطْفِئُ عَيْنَ هِمَّتِهِ
لا عِيْن لِلْحَظِ إِنْ لَمْ تُبْصِرْ الْهمَمُ
كَمْ خَابَ ظَنِّي بِمَنِ أَهْدَيْتَهُ ثِقَتَي
فَأَجْبَرَتْنِي عَلَى هِجْرانِهِ التُّهَمُ.
تتكون القصيدة من عدة أبيات تتدرج في التعبير عن مفهوم الصمت والتحلي بالقوة
الداخلية، حيث يقول الشاعر في بداية القصيدة:
لا تشكو للناس جرحا أنت صاحبه لا يؤلم الجرح إلا من به الم في هذه البيت الأول،
يشير الشاعر إلى أنه لا داعي للشكوى للآخرين عن الجرح الذي يعاني منه الإنسان،
لأنه الوحيد الذي يشعر بألمه بشكل حقيقي. هنا يظهر المفهوم الأساسي للقصيدة الذي
يدعو إلى الصمت وعدم الشكوى.