قصيدة جوهرة القريض في معارضة بشارِ ابن بُرد

 افضل قصيدة بشارِ ابن بُرد جوهرة القريض


قصيدة "جوهرة القَرْيض في معارضة بشارِ ابن بُرد" هي أحد الأعمال الشعرية الكلاسيكية التي ألفها الشاعر اليمني محمد احمد الفقيه. تعتبر هذه القصيدة من أبرز أعمال الشاعر وأهمها من حيث الجمال اللغوي والصوتي وعمق المعاني.القصيدة تتضمن عدة معارضات للشاعر بشار بن برد، الذي كان شاعراً معروفاً في العصر العباسي.

قصيدة جوهرة القريض في معارضة بشارِ ابن بُرد
 قصيدة جوهرة القريض في معارضة بشارِ ابن بُرد  

تمتاز القصيدة بأسلوبها الراقي وبلاغة كلماتها التي تجعلها قصيدة لا تنسى في تاريخ الشعر العربي. تبدأ القصيدة بتوجيه الشاعر لرسائل الثناء والتقدير إلى بشار بن برد، ولكن بطريقة تُلقَب بـ"التقليد العكسي"، حيث يستخدم الشاعر الإشادة الشعرية كوسيلة للتندر والتهكم على أعمال وشهرة بشار. يعتبر هذا الأسلوب من أبرز العناصر الشعرية التي تميز القصيدة وتجعلها فريدة من نوعها.

 جوهرة القريض في معارضة بشارِ ابن بُرد


إذا صِرْتَ فـي دَربِ الوفاءِ مُصاحِباََ
بذا الدَّهرِ لمْ تَلقَ نَديمــاََ تُصاحِبُهْ

فَفي كُلِّ وَجهِِ في النِدامِ تَعَـدَّدَت
وُجوهٌ لها بـــينَ الأنـامِ عَجائـبـــُهْ

فإنْ عِشْتَ في رَغَدِِ بدالك مَخْلِصاََ
وإن عِشْتَ في سَغَبِِ عَرفْتَ مَثالِبُهْ

وكَمْ مِن صَديقِِ في الحياةِ حَسِبْتُهُ
عزيزاََ عَلـيَّ فَنـِلْتُ بَــطْشَ مَخالِـــبهُ

تــرى النذلَ لا يرعاكَ إلا لِمَـأرَبِِ
وليسَ لهُ فَضْلٌ على الناس واهِبـُهْ

يُجافيكَ بعدالـــوِدِ يَنآكَ جاحِداََ
ويَنْقادُ دوماََ نحوَ نَـــيْلِ مــَكاسِبـــُهْ

كَفَى المَرءُ فَضْلاََ أن يُسابِقَ عُمْرَهُ
بِجودِِ يُذَكِّـــرُ صَحـــْبَهُ وأقــارِبُـــهْ

وماالنذلُ إلا شَوْكَةٌ بَـعدَ مــَوْتـــِهِ
أُميْطَتْ بِدرِبِ المُسلمينَ مَصائبُهْ

ولاتَطلُبَنَّ مِـــن اللئـــيمِ لُـعاعـــَـةََ
كأنكَ إن تَرْجـــوهُ شيئاََ تُعاقــــِبُهْ

وماكُلُّ مَن يُسْقيكَ شـــَهْدَ لِـــسانـَهُ
يُسَقِِّيكَ في حَرِّ الشِدادِ مــشارِبُهْ

أقَلُّ الـورى في ذا الزمـانِ عَرَفـْتُهُم
أُسوداََ وجــُلُّ الخَلـــقِ شـَرَّ ثَعالِبـــُهْ

ولولا الْتِفافي حــولَ دائـــرةِ الدُّنا
فكانَ اصْطِدامي بِالذي أنا جــارِبُهْ

لَمَا جِئتُ أعْتَصِرُ القَريضَ مَضاضةََ
ومــَزَّقْتُ قلباََ تَسْــــتَمِدُّ مــتاعِبُـــــهْ

فلاتَجــْهَلَــنَّ بِــــريشـــةِِ أقـطارُهـــا
دَليـص ٌ فإن الشِّعرَ حِكْمَة صاحِبُهْ

وَلولــمْ يَكُن للِشعرِ صدقُ مــشاعرِِ
تَحاشــاهُ قارِئَــــهُ ووبـــــّخَ كاتِــبُهْ

وإن ْظــَنّ َقَلْـــبُكَ بالمحاسِنِ كامِــلاََ
زَلَلْـتَ وأيُّ الناسِ تَخــــْلو مَعايـبـــُهْ

تبدأ القصيدة بتوجيه الشاعر لرسائل الثناء والتقدير إلى بشار بن برد، ولكن بطريقة تُلقَب بـ"التقليد العكسي"، حيث يستخدم الشاعر الإشادة الشعرية كوسيلة للتندر والتهكم على أعمال وشهرة بشار. يعتبر هذا الأسلوب من أبرز العناصر الشعرية التي تميز القصيدة وتجعلها فريدة من نوعها.

في سياق القصيدة، ينتقد الشاعر الأسلوب الشعري لبشار ويصفه بأنه نمط تقليدي ومكرر، وأنه لا يبتكر أفكاراً جديدة في شعره. يستخدم الشاعر الأمثلة والمقارنات للتعبير عن هذه المعارضة، مثلما قال في البيت الذي يقول:

"لولا الروم لكان سِرّك في الناسِ … مثل الضياء بفضة أم في نحاسِ"

يعني الشاعر بذلك أن شهرة بشار تعتمد على اتباعه للأساليب الرومانسية في الشعر، وأن لو كان منفصلًا عن تلك الأساليب لما تميز بشار عن غيره من الشعراء.

بقلم/محمدأحمدالفقية
لملم جروحك واجبرها بلا شكوى لا يؤلم الجرح الا من به الم.

اجمل قصيدة غزل بشار بن برد


الذي كان كفيفا من صغره ودميم الخلقة
ولكنه كان رائع الشعر بحق
قال يوصف جارية بادلته الحديث والشوق

وذَات دَلٍّ كانَّ البدر صورتُها
باتت تغنِّي عميدَ القلب سكرانا.

إِنَّ العيونَ التي في طَرْفِها حَوَرٌ
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا

فقُلْتُ أحسنْتِ يا سؤْلي ويا أَمَلِي
فأسمعيني جزاكِ الله إحسانا

يا حبذا جبلُ الرَّيَّان من جبل
وحبذا ساكن الريان مَنْ كانا

قالت فَهَلاَّ فدَتْكَ النفس أَحْسنَ مِن
هذا لمن كان صبّ القلبِ حيرانا

ياقومِ أذْنِي لِبْعضِ الحيِّ عاشقة ٌ
والأُذْنُ تَعْشَقُ قبل العَين أَحْيانا

فقلتُ أحسنتِ أنتِ الشمسُ طالعة ٌ
أَضرمتِ في القلب والأَحشاءِ نِيرانا

فأسمعيني صوتاً مطرباً هزجاً
 يزيد صبًّا محبّاً فيك أشجانا

يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُفَّاحاً مُفَلَّجَة ً
أوْ كُنْتُ من قُضُبِ الرَّيحان رَيْحَانا

حتّى إِذا وَجَدَتْ ريحي فأعْجَبَها
ونحنُ في خَلْوة ٍ مُثِّلْتُ إِنسانا

فحرَّكتْ عُودَها ثم انثنَتْ طَرَباً
تشدو به ثم لا تخفيه كتمانا

أصْبحْتُ أَطْوَعَ خلق اللَّه كلِّهِمِ
لأَكْثَرِ الخلق لي في الحُبّ عِصيانا

فَقُلت: أَطربْتِنا يا زيْنَ مجلسنا
فهاتِ إنك بالإحسان أولانا

لوْ كنتُ أعلَمُ أَن الحُبَّ يقتلني
أعددتُ لي قبلَ أن ألقاكِ أكفانا

فَغنَّت الشَّرْبَ صَوْتاً مُؤْنِقاً رَمَلاً
يُذْكِي السرور ويُبكي العَيْنَ أَلْوَانا

لا يقْتُلُ اللَّهُ من دامَتْ مَودَّتُه
واللَّهُ يقتل أهلَ الغدر أَحيانا

لا تعذلوني فإنّي من تذكرها
نشوانُ هل يعذل الصاحونَ نشوانا.

لم أدر ما وصفها يقظان قد علمت -- وقد لهوتُ بها في النومِ أحيانا
باتت تناولني فاهاً فألثمهُ --- جنيّة زُوجت في النوم إنسانا.
اقرا ايضاُ
اجمل قصائد واناشيد المولد النبوي الشريف مكتوبة

من الناحية اللغوية والصوتية، تتميز القصيدة بألفاظها الجميلة والقوية التي تلفت انتباه القارئ. يستخدم الشاعر الألفاظ المثيرة في بعض الأماكن لإظهار غضبه واستيائه من بشار وأسلوبه الشعري التقليدي.
بشكل عام، تعتبر قصيدة "جوهرة القَرْيض في معارضة بشارِ ابن بُرد" عملًا شعريًا متميزًا في تاريخ الشعر العربي، حيث تجمع بين الجمال اللغوي والصوتي والروح النقدية. تعتبر هذه القصيدة مثالًا للتعبير المبدع والمؤثر عن الرأي الشاعري والانتقاد الفني، وتظل رغم مرور الزمن والتغيرات الاجتماعية والثقافية قصيدة لا تزال حاضرة وتلهم الشباب والجيل الجديد من الشعراء.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-