رحيل حاتم علي في هذا التوقيت المبكّر ليست شائعة
الفنان حاتم علي هو أحد الشخصيات الفنية التي تركت بصمة في عالم الفن وأثارت الجدل بسبب رحيله المفاجئ. ولد حاتم علي في مدينة دمشق في سوريا، وكانت له بداياته الفنية في عالم الشاشة الصغيرة قبل أن يتألق ويحقق شهرة واسعة على مستوى الوطن العربي. سير مروع. كانت هذه الوفاة صادمة للكثيرين، وأثارت حالة من الحزن الشديد والصدمة في الوسط الفني وبين محبيه وجمهوره الذين كانوا يعتبرونه واحداً من أبرز نجومهم المفضلين.
المخرج حاتم علي |
تميز حاتم علي بموهبته الفنية الكبيرة وأداءه المتميز في العديد من الأعمال الدرامية التي شارك فيها. كان له دور بارز في مسلسلات مثل "باب الحارة" و "الجماعة" و "المال و البنون"، حيث قدم تجسيداً رائعاً للشخصيات التي قدمها ونال إعجاب الجماهير والنقاد على حد سواء. ولكن، بينما كانت مسيرته الفنية تتجه نحو النجاح والتألق، حدثت الصدمة عندما تلقى الجمهور خبر وفاته المأساوية .
مسيرة النجم حاتم علي في عالم الفن العربي
حاتم علي، ممثل ومخرج ومؤلف ومنتج سوري. منذ بدئه العمل ترك بصمة واضحة على الأعمال التلفزيونية السورية، ويُعد بحق أحد الذين ساهموا بنقلتها الكبيرة إلى الأمام. وُلد حاتم علي في 2 حزيران/ يونيو عام 1962، في الجولان السوري. بدأ حياته بالكتابة المسرحية وكتابة النصوص الدرامية والقصص القصيرة. حصل على إجازة في الفنون المسرحية من المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق عام 1986، قسم التمثيل. وهو عضو في نقابة الفنانين في سوريا.
رحيل حاتم علي كان فجائياً ومفاجئاً، وأدى إلى انقطاع تام لمسيرته الفنية قبل أن تبدأ بمزيد من التألق والنجاح. كانت ردود الفعل على وفاته متباينة، حيث تأثر الكثيرون بفقدانه وشعروا بأنه كان سيكون له مستقبل كبير في عالم الفن، بينما رأى البعض الآخر أن وفاته كانت خطوة غير متوقعة وقراراً غير موفق من جانبه.
من هو حاتم علي - Hatem Ali؟
الميلاد:2 يونيو 1962 هضبة الجولان
الوفاة
29 ديسمبر 2020 (58 سنة) القاهرة
سبب الوفاة: نوبة قلبية
مواطنة سوريا
الزوجة:دلع الرحبي
الحياة العمليةو المهنة.
مخرج أفلام، ومخرج تلفزيوني، وممثل، وكاتب، وكاتب سيناريو، وممثل تلفزيوني
اللغة الأم:العربيه
موظف في:المعهد العالي للفنون المسرحية
أعمال بارزة
عمر، الزير سالم التغريبة الفلسطينية
حاتم علي يغادر المشهد رحمه الله
وأنت تشاهد مسلسل " الزير سالم" تتذكر المخرج حاتم علي
حاتم علي وتأثيره على جيل شباب العرب في الوطن العربي
وأنت تشارك تغلب في الثأر للزهراء من لبيد الغساني وأنت تشاهد الزير وهو يقول : خطيبة الأخ وزوجة الصديق والمستجير لسن نساء
هن أشياء زائدة كأثداء الرجال؛ تتذكر المخرج السوري الراحل يومنا هذا حاتم علي وأنت تشاهد صقر قريش وهو يمتطي الصفير من دمشق الى قرطبة وأنت تشاهد عبدالرحمن الناصر يستقبل وفود الفرانس لتهنئته بنصره تتذكر حاتم علي
تتذكر حاتم علي وأنت تشاهد المعتمد ابن عباد يقيم الشعر ويقعده ابن تاشفين في أغمات تتذكر حاتم علي، تتذكره وأنت تشاهد الفاروق يحكي كيف للمؤمن أن يكون وللحاكم وأنت تشاهد معركة حطين في مسلسله ( صلاح الدين الأيوبي ) تتذكر حاتم علي
حاتم علي ، وأنت تشاهدني تذكر الراحل السوري حاتم علي ، أنا الذي ربيت على تلك الثيمات العظيمة من الجاهلية الى الميقات الحداثي هذا ، كنت معه لحظة لحظة ، من وصية كليب لأخيه ، أمام تلك الصخرة، والى كيف أستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً، الى عبدالرحمن الداخل
وهو يقول : أعوذ من عبد ملِك ومن خادم تسيد والى الرميكية وهي تعجن حياتها بالمسك والكافور،والى العامري وصبح ويا لفتنة أيرورا،نعم بشكنشية ، التي طالت الخلافة الأموية في الأندلس؛ تذكر حاتم علي.
تأثير ابتعاد حاتم علي على الهوية العربية في السينما
عليك أن تتذكر حاتم علي وأنت ترافقهم ، ملوك الطوائف من الجنة الى الصحراء،وأنت ترافق الصليبي من القدس الى أوربا ، وأنت تشمخ بهويتك وأنت تفكر بعروبتك وبامتداد العظمة في لحظتك هذه تذكر حاتم علي، كان حاتم علي عموداً من أعمدة البعث العروبي
ينتمي حاتم علي للفكرة الكلية ، للأرض والانسان والاسلام ، مسلسلاته تدار بإيجاز فريد ، وحقيقي ، ودرامياته ليست للتسلية كشأن أغلب الدراما العربية ، بل كان يقاتل ويصد ويحافظ وينمي نزعة القومية. كان سلاحه هو الأدق والأصوب في مرحلة ظلت أزهى مراحلنا وليتنا حافظنا عليها لكنها يا للأسف أنسلت كما ذرات الرمل في الأصابع.
بخضم شهرة حاتم علي ونجدت أنزور ، والثالث الليث حجو ، وأيضا بسام الملا كانت البلاد العربية محاطة بسياج صلب وكنا في أيام العلو والدراما الشامخة نتحدث ونحن أطفال عن الزير وعن صلاح الدين وعن كل ابطال هذه الجغرافيا فلما عجزوا وأبيضت شواربهم غزتنا العصملية الحديثة باسم الدراميات التركية ، نتحدث عن مراد وعثمان وعن ياماش وبامسي وتورغوت.
ما قدمه حاتم علي ورفاقه للجمهور العربي يفوق ما قدمته الزعامات ، في ايام الملايين التي تتراص للتحايا ، وأنا مصر على كلامي وبدونهم تكاد هويتنا تندثر ، وتتلاشى الكبار يرحلون ، في كل السياقات ، مات طرابيشي ، نبيل فاروق ، حاتم علي، واسماء كبيرة وشهيرة حافظت لعقود على روحية العرب بطريقتهم ودون سلاح ، أو خصومات الرحمة والخلود لحاتم علي ، الفاتحة. مات حاتم علي قبل سقوط غرناطة
الأعمال الفنية البارزة التي قدمها حاتم علي خلال مسيرته الفنية
كم سينتظر التاريخ العربي حتى يولد حاتم علي آخرهل حقا مات؟ أكاد لا أصدق الخبر.. الرجل لايزال في ريعان شبابه، 58 عاما، ولا يغرنكم الشعر الأبيض في لحيته، ووالده توفي يناير الماضي! مات حاتم علي.. والله لا أدري من أين أبدأ كي أتحدث عن هذا الأديب والمخرج التلفزيوني والسينمائي الذي مثل مع السينارست الدكتور وليد سيف ثنائيا مدهشا انتقل بنا إلى أعماق التاريخ.
ابن الجولان المحتل، القيل الحميري العظيم حاتم أحمد محمد علي. بدأ مشواره مخرجاً منذ 1995، وبدأ نجمه يتألق في مرايا 98، مع القيل ياسر العظمة، ليخرج بعدها بالملحمة التاريخية الزير سالم من تأليف الأديب الكبير ممدوح عدوان،
بعد النجاح الساحق في الزير سالم بدأ البرنامج الحقيقي لحاتم علي ووليد سيف، بدءاً ب(صلاح الدين الأيوبي)، ذلك المسلسل الذي يعد خطة مشفرة لتحرير فلسطين.
بعد ذلك عاد وليد سيف بوجدانه إلى المرابع التي نزح منها أجداده، وهي الأندلس، ليعيش الجمهور العربي سنوات من المتعة والجمال والألم مع ثلاثية الأندلس، صقر قريش، ربيع قرطبة، ملوك الطوائف. في صقر قريش عرى الثنائي باطنية الفرس مجسدة بأبي مسلم الخراساني، وختما المسلسل بتعرية أدعياء الحق الإلهي والنسب العلوي عبر شخصية قام بدورها سامر المصري.
أما ربيع قرطبة فقد ألقت الضوء على الملك المعافري الحميري العظيم ابن ابي عامر، وفي ملوك الطوائف صورة للمآل المأساوي للتشرذم المستقوي بالغريب على القريب.
كانت الرباعية ستختتم ب(سقوط غرناطة)، الذي تأخر ١٤ عاما، لكنه كان بصدد التنفيذ وفقا لتصريح صحفي للدكتور وليد. لم يكن أحدٌ ليتخيل أن يموت حاتم قبل خروج سقوط غرناطة إلى النور. كانت التغريبة الفلسطينية، هي الأكثر إفصاحاً عن عبقرية رجلين ولدا من جراح الأمة؛ أحدهما ابن الجولان المحتل، والآخر ابن طولكرم.
في التغريبة كان حاتم علي مخرجاً وممثلاً في الوقت نفسه. لقد قرأ الفلسطينيون تاريخ جرحهم النازف، بل وحتى أخطائهم، وتموجات الخذلان والمدد العربي. كانت بانوراما صاعقة من النضال والوجع والأسئلة الدامية.
منذ سطع نجمه خطف ذهبيات المهرجانات العربية تباعا، ليتسلم جائزة أفضل مخرج عربي، عن مسلسل الملك فاروق. لقد أثبت جدارته على النطاق العربي بل والعالمي، وميزة المصريين أنهم يحترمون الإبداع، فوضعوه على عرش الإخراج في بلد تصنع الدراما منذ أكثر من قرن.
قبل يومين فقط، أكملت مشاهدة الحلقة الأخيرة من مسلسل أوركيديا، أخر أعمال حاتم علي التاريخية، المفروض زمنيا. بكيت مراراً على الأميرة التي سجنها أخوها خوفاً من نبوءة كاهنة، قالت له إن ابن الأخت سوف يقتله. يعري المسلسل كل الجرائم التي تُرتكب باسم الحفاظ على السلطة، في ذات الوقت الذي لا يفرط بالقواعد الأساسية للحفاظ على الدولة.
وقبل ذلك، كنت أنهيت للمرة الثانية مسلسل ملوك الطوائف وأنا أتتبع في مسلسلات حاتم علي، أهم الرسائل التاريخية التي ينبغي على الواقع العربي التقاطها، حتى لا تتكرر مآسينا.
لقد كان يعالج الحاضر بالعودة إلى الماضي معلوم النتائج، يذكرنا به بلغة وليد سيف المشبعة بقراءة التاريخ والفكر واللغة والأدب العربي والأجنبي.، إذ أن إقامة وليد سيف في بريطانيا منذ عقود، ساعدته على استلهام آخر ما توصلت إليه تقنيات الدراما العالمية، وبدأ من حيث انتهى الآخرون.
لقد أراد الدكتور وليد أن يحققا انتصاراً للعرب في الدراما وفعل، ويظل أي نص درامي مهما كان رائعاً وعبقرياً مجرد أوراق على الطاولة، ما لم يتلقفه مخرجٌ مبدعٌ ويبث فيه الروح. حاتم علي، أستاذ بكل معنى الكلمة، يحترمه كل من عمل معه؛ لا يميل للهو أو الهزل، يصل إلى أعلى مراتب النجاح ولا يفسده الغرور، لأنه يعرف أن الوجع أكبر، وأن المطلوب أزيد، وأنه لم يفعل حتى الآن شيئاً.
يا له من عربي عظيم. والاثنان ينحدران من القبائل الحميرية، التي فتحت الشام والأندلس. ولقد ظللت مشغوفا بهما وأتابع حياتهما خارج نطاق الدراما. قبل أيام، وأنا أشاهد حواراً قديماً تلفزيونياً لوليد سيف، خشيت على جمجمة مثله من الاغتيال ولم يتبادر لذهني أن الفجيعة ستدهمنا في رفيقه حاتم علي.
سيقول القارئ، لماذا لم تذكر مسلسل عمر؟ ذلك العمل الدرامي المنضبط في سياق زمني جاء في مواجهة مشروع معادٍ يعتبر عمر وأبا بكر صنمي قريش.، مشروع ضد العروبة والإسلام، ولديه آلة درامية وسينمائية هائلة.
مشروع شرير يريد أن يعيد تقديم التاريخ برؤيته هو، ويقدم مسلسلات مدبلجة على غرار المختار الثقفي، ويوسف الخ، وأقصد الدراما الإيرانية.
حاتم مخرج السوري الوحيد في الوطن العربي
ولم يكن بمواجهة هذا الغزو الفارسي للدراما، سوى كتيبة حاتم علي، في ظل انسلاخ جزء من الدراما العربية لصالح المشروع الإيراني بدون وعي، على غرار مسلسل السيرة النبوية المسمى "قمر بني هاشم". ويقصد به النبي محمد عليه الصلاة والسلام. على الجانب الآخر، جاءت الدراما التركية معززة بتيار أحمق داخل الوطن العربي يروج لها، عبر قيامة أرطغرل وعثمان.. الخ. والمقصود من هذين الغزوين أن نصبح كعرب، عبارة عن مستلبين لا إنتاج لدينا ولا هوية.
إن من قتل حاتم علي، يريد أن يهدم حائط الصد الفني في مواجهة تلك المشاريع. أقول قتل، لأنني لا أقتنع أن مثل حاتم يمكن أن يموت بهذا السن موتة طبيعية، بل إنني أستغرب أنه لم يتعرض لمحاولات. اغتيال منذ إنتاج مسلسل صلاح الدين الأيوبي، فكيف بمسلسل عمر والتغريبة الفلسطينية. ولقد ذكرني موته بالموت المفاجئ للمخرج المصري عاطف الطيب.
وداعاً يا حاتم علي، وداعاً يا صديقي العزيز، وداعاً أيها الرجل الذي أثبت لنا أن العربي عندما يتسلح بهموم الأمة يصبح لوحده مؤسسة بل دولة عظيمة الأثر. وداعاً حاتم علي، موتك سيحيي كل أعمالك، التي لم تمت يوماً. وسينبّه الغافلين لقراءة سيرتك العطرة، عله ينبثق منها من سوف يكمل الطريق.