انسحاب الجيش الأمريكي من العراق: الأسباب والرسائل وتداعيات القرار

تحليل قرار انسحاب الجيش الأمريكي من العراق ورسالة التحالف الدولي لبغداد. وتأثير ذلك على سيادة العراق وأمنه الداخلي ومستقبل الوجود الأجنبي في المنطقة والاستقرار الإقليمي.تعرف على أبعاد انسحاب الجيش الأمريكي من العراق ورسائل التحالف الدولي لبغداد، وتأثير القرار على سيادة العراق وأمنه الداخلي واستقرار المنطقة ومستقبل الوجود الأجنبي الراهن.

انسحاب الجيش الأمريكي من العراق: الأسباب والرسائل وتداعيات القرار.

انسحاب الجيش الأمريكي من العراق ورسائل التحالف الدولي. بين السيادة العراقية والحسابات الأمريكية

في 10 نيسان/أبريل 2020، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن بداية عملية انسحاب جزئي لقواتها من جمهورية العراق. وذلك بناءً على دعوة الرئيس العراقي برهم حسن ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي.

ويُعتبر هذا القرار خطوة مهمة ضمن استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، لكنه في الوقت نفسه يثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل العراق وأمنه بعد انسحاب هذه القوات، فضلاً عن تداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.

لمزيد من التفاصيل يمكن الانتقال إلى قسم حقيقة رسالة انسحاب القوات الأمريكية داخل هذا المقال.

انسحاب الجيش الأمريكي من العراق ورسالة التحالف الدولي

من الممكن أن يكون الانسحاب الجزئي للقوات الأمريكية من العراق نتيجة مباشرة لتحسن الوضع الأمني والعسكري في البلاد، غير أنه قد يشير كذلك إلى تغيّر في الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة. خاصة بعد مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في ضربة جوية أمريكية في بغداد في كانون الثاني/يناير 2020.

وبالرغم من أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب شدد على أن انسحاب القوات ليس انسحاباً نهائياً. وأن الولايات المتحدة ستستمر في تقديم العون والتعاون الأمني للعراق، فإن هذا الإعلان يمكن اعتباره جزءاً من لعبة سياسية معقدة في المنطقة.

كما أن قائد القوات المسلحة الأمريكي ومسؤولين عسكريين آخرين تحدثوا عن إعادة انتشار القوات في العراق. ما جعل انسحاب الجيش الأمريكي من العراق محور نقاش داخلي وإقليمي واسع.

برقية من قوات الجيش الأمريكي يقول إنه سينسحب من جمهورية دولة العراق. ورسالة أرسلها قوات الجيش الأمريكي يقول الاتحاد الدولي وقوات الجيش الأمريكي يقول إنه سينسحب من جمهورية دولة العراقزززز.

ومقتل سليماني من الجيش الامريكي، كلها عناصر تداخلت في المشهد السياسي والأمني .لتغذية الجدل حول انسحاب الجيش الأمريكي من العراق وحول أهداف هذا الانسحاب الجزئي ومآلاته المستقبلية.

لفهم السياق الأوسع لهذا القرار يمكن الرجوع إلى توثيق اغتيال قاسم سليماني . وكذلك قراءة التحليل المفصل داخل موقعنا حول خلفيات مقتل قاسم سليماني وتأثيره على إيران والعراق .

ما هي رسالة الجيش الأمريكي لبغداد؟

ذكر الاتحاد الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية لقتال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.في رسالة اطلعت عليها وكالات مثل رويترز، أنه سينسحب من العراق وسيعيد تمركز قواته في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة. وجاء ذلك في رسالة من البريجادير جنرال بمشاة البحرية الأمريكية ويليام إتش سيلي الثالث، القائد العام لقوة مهام العراق.

وجاء في نص الرسالة: سيدي العزيز، احتراما لسيادة جمهورية العراق. وبحسب ما تمّت الدعوة إليه من قبل البرلمان العراقي ورئيس مجلس الوزراء، ستقوم قيادة قوة المهمات المشتركة – عملية العزم الصلب – بإعادة تمركز مجموعات العساكر أثناء الأيام والأسابيع المقبلة.

وأكد مصدر عسكري عراقي صحة الرسالة الموجهة إلى نائب قائد قيادة العمليات المشتركة في بغداد. قائلاً إن القيادة العسكرية في العراق تلقت بالفعل هذا الإشعار. وجاء في الرسالة أيضاً: إننا نحترم القرار السيادي الذي طالب برحيلنا. ما عزز الانطباع بأن انسحاب الجيش الأمريكي من العراق بات خياراً مطروحاً بجدية على الطاولة.

وتُذكر الرسالة ضمن سياق أوسع يتعلق بعملية العزم الصلب التي قادتها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا.

رسالة التحالف الدولي لبغداد ودعمه لانسحاب القوات

من جانبه، أصدر التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بياناً موجهاً إلى بغداد.عبر فيه عن دعمه لعملية انسحاب القوات الأمريكية من العراق. مشدداً على ضرورة أن يكون هذا الانسحاب مقترناً بخطوات عملية للحفاظ على الاستقرار والأمن في البلاد، ولمنع عودة تنظيم داعش. كما شددت الرسالة على ضرورة استمرار التعاون والدعم الدولي للعراق من أجل مواجهة التحديات المستقبلية، سواء على المستوى الأمني أو السياسي.

ويمكن الاطلاع على تطورات انسحاب القوات الأمريكية من العراق بين 2020 و2021 لمزيد من التفاصيل التاريخية.

حقيقة انسحاب القوات الأمريكية من العراق

نفى وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر أن تكون الرسالة التي وُصفت بأنها مرسلة بالخطأ صحيحة من ناحية التعبير. عن سياسة واشنطن، على الرغم من أنها كانت بمثابة إشعار أرسله البنتاغون إلى العراق. بشأن نيته إعادة انتشار القوات من بعض المواقع داخل البلاد.

وقال إسبر للصحفيين في البنتاغون مساء الاثنين إن الولايات المتحدة تقوم بإعادة نشر قواتنا في جميع أنحاء المنطقة، مؤكداً أن الخبر عن انسحاب الجيش الأمريكي من العراق بشكل كامل لا يتفق مع الموقف الحالي للولايات المتحدة. 

وبحسب ما نُقل عن مسؤول أمريكي مقيم في بغداد لشبكة CNN. فإن الخبر الذي انتشر كان مجرد إشعار من الولايات المتحدة إلى العراق حول إعادة انتشار القوات الأمريكية من مكان في المنطقة إلى آخر، وليس إعلاناً عن انسحاب نهائي.

وأضاف المسؤول: لدينا العديد من المروحيات التي تحلق فوق بغداد هذه الليلة، مما يدل على أننا نعمل ضمن قوانين الحكومة العراقية. في إشارة إلى أن حركة الطيران الكثيفة في أجواء بغداد مرتبطة بعملية إعادة انتشار قوات التحالف وليس بالخروج النهائي من البلاد.

وفي هذا السياق، تُذكر الهجمات التي استهدفت القواعد الأمريكية، وعلى رأسها الهجوم على قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق . كأحد أبرز المؤشرات على حجم التوتر. بين الولايات المتحدة وإيران وحلفائهما داخل الساحة العراقية، وما يمثله ذلك من ضغط إضافي باتجاه إعادة تقييم الوجود العسكري الأمريكي.

من جانبه، أكد مسؤول أمريكي آخر صحة الرسالة التي اطلعت عليها CNN، مبيناً أنها موجهة من وزارة الدفاع الأمريكية إلى نظيرتها العراقية. وكانت الرسالة مؤرخة بيوم الاثنين. وخلالها أوضح العميد في مشاة البحرية الأمريكية ويليام سيلي أنه. ظل الاحترام الواجب لسيادة جمهورية العراق، وبناءً على طلب البرلمان العراقي ورئيس الوزراء (عادل عبد المهدي)، سيتم إعادة تشكيل قوات التحالف الدولي على مدار الأيام والأسابيع القادمة.

ولا تنص الرسالة بشكل مباشر على أن الولايات المتحدة ستسحب جميع قواتها من العراق. لكنها جاءت في وقت تواجه فيه واشنطن احتمالاً متزايداً بأن تطلب الحكومة العراقية منها مغادرة البلاد. وتتضمن الرسالة أيضاً تفاصيل عن حركة طائرات الهليكوبتر حول المنطقة الخضراء في بغداد، موضحة أن قوات التحالف ستتخذ الإجراءات المناسبة لتقليل الاضطرابات وتخفيفها.

وتكتسب هذه التطورات أهميتها في ضوء قرار مجلس النواب العراقي بشأن إنهاء وجود القوات الأجنبية ، والذي كان أحد العوامل الأساسية التي دفعت نحو إعادة تقييم شكل الوجود العسكري الأجنبي في العراق.

مستقبل العراق بعد انسحاب الجيش الأمريكي: الأمن الداخلي والوجود الأجنبي في الميزان

يطرح انسحاب الجيش الأمريكي من العراق – ولو بشكل جزئي – تساؤلات معقدة حول قدرة الأجهزة الأمنية العراقية على إدارة ملف الأمن الداخلي بمفردها، وحول مستقبل الحرب على تنظيم داعش، إضافة إلى تأثير ذلك على توازنات القوى الإقليمية.

كما أن هذا الانسحاب قد يفتح الباب أمام قوى أخرى لملء الفراغ، ما قد ينعكس إيجاباً أو سلباً على استقرار العراق والمنطقة.

يمكن العودة إلى قسم انسحاب الجيش الأمريكي من العراق ورسالة التحالف الدولي لفهم الإطار السياسي والدبلوماسي للقرار بشكل أعمق.

خلاصة حول انسحاب الجيش الأمريكي من العراق ورسالة التحالف الدولي لبغداد

في المحصلة، يعكس انسحاب الجيش الأمريكي من العراق . كما ورد في بيانات الجيش الأمريكي والتحالف الدولي ورسائلهم إلى بغداد – تداخلاً بين اعتبارات السيادة العراقية والضغوط الداخلية، وبين الحسابات الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة بعد مقتل قاسم سليماني وتصاعد التوتر مع إيران.

وما بين الحديث عن إعادة تمركز للقوات وبين مطالب عراقية بخروجها. يبقى مستقبل الوجود الأجنبي في العراق مفتوحاً على احتمالات عدة، تتوقف على موازين القوى الداخلية والإقليمية، وعلى قدرة الدولة العراقية على ترسيخ الأمن والاستقرار على أراضيها.